(دحض شبهة المميعة في هجر أهل الأهواء والبدع) لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

[أ/أحمد]

السؤال:
- يا شيخ بعض الأخوة يقول لا يَجُوز هَجْر الْمُبتدع هجرًا تعزيْريّا إلا إذا كانت هناك مصلحة وإلا فلا يُجوز، والأصْل فِي الْهَجر الوقائي فإنّه يَجُوز لكلّ أحَد لأنه سيَقي نَفسه من الشّبه، فَما رأيكم فِي هذا؟
الجواب:
الأطفال هم الذين يُحَدّدون الْمَصالح والْمَفاسد!؟
طالب العلم الصغيْر مَصلحته تَكْمن فِي الفِرَار من أهل البدع، فإنّنا جرّبنا كثيرًا وكثيرًا مِمّن كان يلتزم بالْمَنهج السلفي، بِهذا التميْيع ضَاعوا وخرجوا من الْمنهج السلفي وأصبحوا أعداءًا وخصومًا لأهله.
فأنا أرى أنّ الشاب الْمُبتدأ فِي العِلم عليه أنْ يَنْجو بِدينه، كما كان كبار السلف يغلقون آذانَهم ويفرّون من سَمَاع الكلمة من الْمُبتدع خَشية أنْ يَقذف الشيطان فِي نَفسه فِتنة، فلا يستطيع الْخَلاص منها، ومن هؤلاء النبلاء العلماء الفضلاء، أيوب السّختيانِي وابن سيْرين وأمثالِهم.
وهنا كتاب إن شاء الله يصلكم قد ألف فِي بيان هذه القضايا إن شاء الله يصلكم وتقرؤونه وتستفيدون منه.
أمّا العالِم الذي مَنحه الله طاقة وثباتًا وعرف ذلك من نفسه فعليه أن يَغْزو أهْل البدع بدعوته وبيانه وإقامة الْحُجج عليهم.
أمّا الشاب فلا يُخالطهم ولا يُجالسهم ولا يناظرهم، بل عليه أن ينتقي العلم النافع من منابعه الأصيلة ويتمكّن ويرسخ فِي العلم، فإذا رسخت قدمه فِي العلم ورأى من نفسه الكفاءة بالتأثيْر على أهل البدع وإقامة الْحُجة عليهم وجرّ كثير منهم إلى الْهُدى فليفعل، وإن ألِفَ من نفسه ضعفًا وعجزًا ولو كان عالِمًا فلا يقربنّهم وعليه بتعليم أهل السنّة ومُخَالطتهم وبثّ الْخَير فيهم، وهذه هي الْمَصالِح الصحيحة. ودرأ الْمَفاسد مقدّم على جلب الْمَصالِح وما كل طفل يقدّر الْمَصلحة.
ولكن هؤلاء يُمَيّعون وقد أدركوا أنّهم نَجحوا فِي نقل الشباب السلفي من مكانته الشريفة إلَى حضيض البدع.
فالْحَذر الْحَذر أيها الشباب من مكايد أهل البدع. نعم"اهـ.