سيرتي الذاتية...تجارب و ذكريات.
للشيخ العلامة
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
حفظه الله
▪ بسم الله الرحمن الرحيم، شكر الله لكم فضيلة الشيخ على هذه المقدمة، أيها الإخوة الحضور ضيفنا لهذا اليوم، عالم من علماء الأمة، ضيفنا اليوم عالم تعرفونه و تنتظرونه دوما في لقاءاته العلمية، في دروسه و محاضراته في المساجد، إن قلتم في الفقه فقد تميز به، و إن قلتم في العقيدة فقد تميز بها، و إن قلتم في التفسير فقد تميز به، و إن قلتم في الدعوة فهو في رَكب الدعاة إلى الله، و إن قلتم في الخَطابة فهو المرجع لكثير من الخطباء في خطبه المنبرية، و إن قلتم في الحِسبة فهو الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر في تصديه للرد على كثير من الشبه و المنكرات التي تظهر في الإعلام و في غيره، و إن قلتم في التأليف و النشر فهو في مقدمة من انتشرت كتبهم على مستوى العالم، و إن قلتم في إمامة المسجد فهو الإمام و الخطيب الذي عُرف بانضباطه و دقته، ضيفنا اليوم جعل الله له القَبول في الأرض، فما أجمل أن نعيش مع الشيخ حفظه الله بعضًا من سيرته و نتعرف عليها عن قرب خلال حديثنا و حوارنا في هذه الليلة.
▪ في بداية هذا اللقاء نرحب بكم سماحة الشيخ، و نرغب أن تحدثونا في بداية هذا اللقاء عن الاسم كاملا و النسب و تعريف عن الوالدين، فليتفضل فضيلة الشيخ.
الشيخ حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد فقد أخجلتموني حيث رفعتموني إلى منزلة لم أصل إليها، ما أنا إلا أقل طالب علم كواحد منكم، بل أنتم ربما يكون فيكم من هو أجل و أكرم، و أما اسمي ف صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان من قبيلة الوُداعين الدواسر في بلدة الشماسية شرق القصيم، نشأت فيها أول نشأتي، تلقيت القرآن عن إمام المسجد، كان حافظا متقنا جميل الصوت ألا و هو الشيخ محمود بن سليمان التلال رحمه الله، الذي صار في آخر حياته قاضيا في ضِرية البلدة المشهورة في غرب القصيم، و تلقيت أول الدراسة في مدرسة البلدة ثم أكملتها في مدرسة الفَيصلية في مدينة بُريدة القصيم، ثم دَرَّست في الابتدائي، ثم فُتح المعهد العلمي في بُريدة فالتحقت به و واصلت الدراسة إلى أن تخرجت من كلية الشريعة، و عُينت مدرِّسا في المعهد العلمي في الرِّياض، ثم نُقلت إلى التدريس في كلية الشريعة في الرياض، ثم إلى الدراسات العليا في كلية أصول الدين، ثم نقلت مديرًا للمعهد العالي للقضاء ستة سنوات ثم نُقلت إلى دار الإفتاء، عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء و لا أزال و الحمد لله، هذا ما يحضرني الآن و قد أكثرت عليكم و لكن تحمَّلُوني، نعم.
▪ شكر الله لكم فضيلة الشيخ، طيب حفظكم الله ذكرتم نشأتكم في بلدة الشماسية، نريد أن تحدثونا حفظكم الله عن النشأة و البداية في التعلم قبل التحاقكم بالمدارس، هل هناك دروس علمية في الشماسية؟ هل هناك تعليم للقرآن؟ هل كانوا يدرسون الأصول الثلاثة و القواعد الأربع في ذلك الوقت؟
الشيخ حفظه الله: كان إمام المسجد الذي ذكرت لكم اسمه الشيخ محمود بن سليمان التلَّال، كان إمام المسجد و درست عليه القرآن نظرًا، ثم فُتحت مدرسة الشماسية، يعني أخذت عن الشيخ قراءة القرآن نظرًا ثم أيضًا فُتحت مدرسة الشماسية فكنت من أوائل المُلتحقين بها، ثم تخرجت من الدراسة الابتدائية و عُينت مدرسًا في الابتدائي ثم فتح المعهد العلمي في بُريدة فالتحقت به و واصلت الدراسة إلى أن أكملتها، ثم كما ذكرت لكم باشرت العمل الوظيفي مدرسًا في كلية الشريعة ثم الدراسات العليا ثم مديرًا للمعهد العالي للقضاء، ثم نقلت إلى اللجنة الدائمة للإفتاء، عضوًا فيها و عضوًا في هيئة كبار العلماء على ضَعفي و قلة علمي، و لكن الجود من الموجود كما يقولون.
▪ حفظكم الله، الشيخ محمود بن سليمان التلال رحمه الله تولى القضاء أيضا، لكن هل كان يدرِّس في وقتها بعض الدروس مثل الأصول الثلاثة أو القواعد الأربع؟
الشيخ حفظه الله: أبدًا ما يدرِّس إلا القرآن فقط.
▪ فقط القرآن.
الشيخ حفظه الله: فقط القرآن، نعم.
▪ أحسن الله إليكم، حفظكم الله ذكرتم أنكم التحقتم بالمدرسة الحكومية حين افتتاحها في الشماسية، كان ذلك ألف و ثلاثمائة و تسعة و ستين تقريبا.
الشيخ حفظه الله: ثمان و ستين.
▪ بعد ذلك أكملتم الدراسة الابتدائية في المدرسة الفيصلية في بُريدة، انتقالكم، سبب الانتقال من الشماسية إلى بُريدة.
الشيخ حفظه الله: تأخر الدراسة في مدرسة الشماسية، لم يكن فيها خامسة و لا سادسة، فنقلوني من الثانية إلى السادسة في بُريدة، ثم تخرجت منها عام واحد و سبعين، نعم.
▪ من انتقل معك حفظكم الله إلى الشماسية؟
الشيخ حفظه الله: ما انتقل معي أحد، نعم.
▪ أحسن الله إليكم لو حدثتمونا عن هذه المرحلة، المرحلة الابتدائية، مع العلم أنه في ذلك الوقت كان الآباء بحاجة إلى أبنائهم للعمل، هل حصل اعتراض من الأهل في التحاقكم بالدراسة النظامية، و كذلك انتقالكم إلى بُريدة؟
الشيخ حفظه الله: لا ما حصل، ما حصل من الآباء معارضة لأبنائهم لما فُتحت المدرسة الحكومية، ما حصل منهم منع لأبنائهم، بل أقبلوا عليها و درسوا فيها، و بعدها التحقوا في المعهد العلمي في بُريدة و واصلوا دراستهم إلى أن أكملوا الدراسة في كلية الشريعة و كلية اللغة، نعم.
▪ ذكرتم حفظكم الله أنكم انتقلتم لبُريدة، لكن هذا الانتقال هل هناك سكن؟ طريقة المعيشة في بُريدة بعد انتقالكم، هل معكم أحد من الأقرباء؟
الشيخ حفظه الله: كما تعلمون أن طلاب المعهد العلمي يُصرف لهم مكافأة، كانت في ذاك الوقت مائة و سبعين ريال، تكفي للطالب و لأسرته ذاك الوقت، فنقلت العائلة معي، لأن إخواني كانوا غائبين في طلب الرزق فنقلتهم معي إلى بُريدة و سكنوا معي، و أنفق عليهم من هذه المكافأة، و فيها خير و الحمد لله، و جزى الله حكومتنا أحسن الجزاء، حيث إنها لها الفضل بعد الله سبحانه و تعالى في تمكين الطلاب و الإنفاق عليهم أيضًا، أنتم تعلمون أنه في البلاد الأخرى أن الطالب يقدم دراهم أو نقود للمدرسة التي يدرس فيها، حكومتنا بالعكس، تنفق على الطلاب، تعطيهم ما يكفيهم و هذا من فضائلها وفقها الله، نعم.
▪ حفظكم الله، هل تذكرون أحد من زملائكم في تلك المرحلة، درس معكم ممن يُعرفون الآن؟
الشيخ حفظه الله: و الله زملائي في تلك المرحلة الابتدائية كثيرون، ما أحصيهم من كثرتهم، و لكنهم ما واصلوا، بعضهم ما واصل الدراسة و انقطع عن الدراسة لطلب الرزق أو لعذر آخر، الذين واصلوا الدراسة قليلون منهم، نعم.
▪ و بالنسبة لمن درَّسكم من المشايخ في تلك الفترة، في المرحلة الابتدائية؟
الشيخ حفظه الله: درَّسنا مدرِّسون في الابتدائي، منهم شيخنا الذي تلقينا عنه مبادئ العلوم و انتفعنا به الشيخ إبراهيم بن ضيف الله اليوسف رحمه الله كان له فضلٌ عظيم في مدرسة الشماسية، لأنه لا يقتصر على تدريس المقرر فقط، و إنما يعطي طلابه معلومات قيمة في العقيدة و في الفقه، حصل على يديه خير كثير، و فتح لنا أبواب العلم، رغبنا فيه، جزاه الله عنا خير الجزاء و رحمه رحمة واسعة، نعم.
▪ حفظكم الله، بعد أن أنهيتم المرحلة الابتدائية، هل عُيِّنتم مدرِّسًا في نفس المدرسة الابتدائية أم انتقلتم إلى المعهد العلمي؟
الشيخ حفظه الله: نعم درَّسنا مباشرة، لما تخرجنا من السنة السادسة تعيَّنت مدرِّسا في نفس المدرسة في بلدي، إلى أن فُتح المعهد العلمي فانتقلت إليه و تركت الوظيفة، نعم.
▪ أحسن الله إليكم، تخرجتم حفظكم الله من الابتدائية تقريبا عام ألف و ثلاثمائة و واحد و سبعين، بعدها التحقتم بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام ألف و ثلاثمائة و ثلاثة و سبعين، خلال هذه الفترة، كيف استفدتم منها؟
الشيخ حفظه الله: استفدنا منها مواصلة الدراسة في المقررات و في بُريدة كنت أحضر دروس سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله، و شاركت في بعض الجلسات عليه، إلا أني مشغول بالدراسة النظامية، فأكتفي في الغالب بحضور الدروس و الاستماع إليها، فاستفدت منه كثيرًا رحمه الله، نعم.
▪ حفظكم الله، التحقتم أيضًا كما ذكرتم بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام ألف و ثلاثمائة و ثلاثة و سبعين و تخرجتم منه عام ألف و ثلاثمائة و سبعة و سبعين هجري تقريبا، لو حدثتمونا عن هذه المرحلة و من كان مدير المعهد عند افتتاحه و من أبرز المُدرِّسين الذين درَّسوكم؟
الشيخ حفظه الله: كان مدير المعهد من أن دخلنا إلى أن خرجنا هو الشيخ محمد العبودي، محمد بن ناصر العبودي، الذي تعرفونه، كلكم يعرفه، كان نشيطا و بارزا في العلوم و في اللغة العربية و له مؤلفات لا تخفاكم، الشيخ محمد بن ناصر العبودي هو كان مدير المعهد من دخلنا إلى أن تخرجنا، و من أبرز من درَّسنا فيه الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله، الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي، نعم.
▪ أحسن الله إليكم، ذكرتم قبل قليل أنكم درستم على سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، كيف كانت طريقة الشيخ عبد الله بن حميد في التدريس في بُريدة و ما هي الكتب التي يدرِّسها؟
الشيخ حفظه الله: استماعي إليه أكثر من دراسة عليه، كنت أحضر دروسه في الصباح و بعد الفجر و بعد العصر، فاستماعي منه أكثر من دراستي عليه، يدرِّس في الفقه و في العقيدة الواسطية و في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثلاثة الأصول، نعم.
▪ كيف كانت طريقة الشيخ عبد الله رحمه الله في التدريس؟
الشيخ حفظه الله: كغيره من العلماء، يقرأ القارئ، ثم هو يشرح و ربما يجعل يوما للأسئلة عما سبق، نعم.
▪ هل تُسمَّع المتون العلمية للشيخ؟
الشيخ حفظه الله: نعم، يحفظون ثم يقرؤون ثم يشرح هو، ثم في يوم يخصص يوما للمناقشة و الأسئلة عما سبق، نعم.
▪ طريقة الشيخ رحمه الله كانت مختصرة في الشرح؟
الشيخ حفظه الله: على قدر ما يتطلب المتن، كان يشرحه و يفيض فيه و يوضحه تماما، نعم.
▪ هل هناك حلقات علمية أخرى للعلماء في بُريدة غير حلقة الشيخ عبد الله بن حميد؟
الشيخ حفظه الله: فيه حلقات، لكني لم أحضر إلا حلقة الشيخ، و إلا فيه حلقة الشيخ صالح بن عبد الرحمن الخريصي رحمه الله، صالح بن سليمان الخريصي رحمه الله، فيه حلقة الشيخ صالح السكيتي، كلهم يُدرس في مسجده الذي هو فيه، فيه حلقة الشيخ علي الضالع رحمه الله، نعم.
▪ و الشيخ إبراهيم بن عبد المحسن بن عبيد؟
الشيخ حفظه الله: و كذلك الشيخ إبراهيم، هذا درسنا عليه، الشيخ إبراهيم بن عبد المحسن بن عبيد، درست عليه في الابتدائي، لأنه كان يدرِّس هو في المدرسة الفيصلية، و درست عليه أيضًا في المسجد، نعم.
▪ حفظكم الله، الحلقات التي ذكرتم هذه في بُريدة، لكن في منطقة القصيم، هل كان هناك من العلماء من يُدرِّس له سمعة في ذلك الوقت؟
الشيخ حفظه الله: فيه من يُدرِّس في بلاد القصيم،لكن أنا لم أذهب إليها، المدن الكبار مثل البكيرية، مثل الرس فيها من يُدرِّس من العلماء، نعم، في عنيزة أيضا فيها الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ثم بعده تلميذه الشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله، نعم.
▪ كان لكم لقاء مع الشيخ عبد الرحمن السعدي، هلا ذكرتم لنا حفظكم الله هذا اللقاء؟
الشيخ حفظه الله: نعم، كنت أزوره و أجلس معه و يتباسط معي في الأسئلة و يُهدي إلي بعض مؤلفاته رحمه الله، نعم.
▪ و هل كان لكم لقاء أيضا مع فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين في ذلك الوقت؟
الشيخ حفظه الله: الشيخ محمد بن عثيمين كان زميل لنا في التوعية في الحج، كان معنا نجلس و إياه و نستفيد منه، نعم.
▪ و الشيخ عبد الله الخليفي تذكرون شيء عنه؟
الشيخ حفظه الله: الشيخ عبد الله بن صالح، نعم درست عليه في الفقه، ثم ذهبوا به إلى محكمة حائل، و توفي هناك رحمه الله، نعم، و إلا كان فقيها متضلعًا و مفيد إذا درَّس، و كل مسألة يقول هذه وقعت لي سنة كذا و كذا، يحفظ الوقائع حتى، التي وقعت له، نعم.
▪ حفظكم الله، شيخنا مرحلة جديدة من حياتكم و هي انتقالكم من القصيم إلى الرياض، نريد معرفة تفاصيل هذه الرحلة و كيف تم اتخاذ مثل هذا القرار، و كيف كان رأي الأهل في هذا الانتقال؟
الشيخ حفظه الله: هذا الانتقال سببه مواصلة الدراسة، لأنه لما تخرجنا من المعهد العلمي، طلبنا من الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله أن يفتح لنا فرعًا في القصيم و لكنه أبى، و قال لا يمكن هذا، فكثير من زملائي تركوا الدراسة و لا راحوا للرياض، طلبة علم كبار لو واصلوا، لكن استصعبوا السفر إلى الرياض فبقوا في بُريدة ، أما أنا فيسر الله و ذهبت و ذهب معي منهم أيضا ثلة جيدة و أكملنا دراستنا و الحمد لله، نعم.
▪ هذه الرحلة للرياض بعد الزواج أو قبل؟
الشيخ حفظه الله: ما هي علاقة الزواج بالدراسة؟
▪ حفظكم الله، لأن كثير من الناس يرى أن الزواج يكون عائق لطلب العلم.
الشيخ حفظه الله: أبدا ليس بعائق لطلب العلم، الزواج ليس بعائق لطلب العلم، بل ربما يساعد على طلب العلم، حيث أن الإنسان يطمئن و يرتبط بأهله و يتفرغ من الأسفار و من قواطع طلب العلم، نعم.
▪ عند انتقالكم حفظكم الله للرياض لا شك أن طالب العلم يتشوق للقاء مع العلماء، كيف كان أول لقاء مع سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم و سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله؟
الشيخ حفظه الله: أما الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، فأنا أحضر دروسه في الغالب و هي قليلة، لأنه انشغل بالعمل الوظيفي و المهمات الكبار، أحيطت به مهمات كبار رحمه الله انشغل بها، و لكنه مع هذا يجعل وقتا للدروس، نحضرها عنده، أما الشيخ ابن باز فإنه كان معنا في المعهد و في الكلية يدرِّس، يدرِّسنا و نستفيد منه، نعم.
▪ لكن أول لقاء كان مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز؟
الشيخ حفظه الله: أول ما وصلنا إلى الرياض في عام ثمان و سبعين، نعم.
▪ اللقاء كان في مجلس علمي؟
الشيخ حفظه الله: في دروسه،و أيضا لما كان يدرس في كلية الشريعة كنا من طلابه فيها، نعم.
▪ يذكرون حفظكم الله أن في ذلك الوقت كان لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وأيضا سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم هَيبة عند طلاب العلم و عند عامة الناس، تذكرون شيئا من ذلك حفظكم الله؟
الشيخ حفظه الله: نعم يهابونهم مع أنهم متبسطون، و ليس عندهم تمانع من تشجيع طلبة العلم و تدريبهم على مجالستهم و الاستفادة منهم، لكن الله جعل لهم هَيبة، نعم.
▪ حفظكم الله، بعد قدومكم للرياض التحقتم بكلية الشريعة بالرياض، و تخرجتم منها عام ألف و ثلاثمائة و واحد و ثمانين، لو حدثتمونا عن هذه المرحلة، و من أبرز من درَّسكم، و من هم أبرز من تعرفتم عليهم في هذه المرحلة؟
الشيخ حفظه الله: دَرَّسنا فيها الشيخ عبد الرزاق عفيفي، دَرَّسنا فيها الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، دَرَّسنا فيها عبد الله بن صالح الخليفي، نعم.
▪ و من أبرز من تعرفتم عليه بالنسبة للطلاب حفظكم الله؟
الشيخ حفظه الله: الزملاء كثيرون، الزملاء كثيرون من أهل الرياض و من أهل القصيم و من غير الرياض و القصيم من مختلف الجهات، نعم.
▪ حفظكم الله درَّستم في كلية الشريعة قبل التخرج، ما هي المادة التي كُلِّفتم بتدريسها، و هل درَّستم زملاء لك و كيف استطعتم أن تتجاوز هذه المرحلة؟
الشيخ حفظه الله: في آخر السنة الرابعة من كلية الشريعة التي هي النهائية، احتاجوا إلى مدرِّسين فأخذونا للتدريس قبل التخرج بأربعة أشهر تقريبا، درَّسنا فيها مادة النحو، إلى أن تخرجنا بعدها صرنا مثل غيرنا من المتخرجين على ما فينا من ضعف، و ما فينا من كسل، نعم.
▪ من كان مدير الكلية في ذلك الوقت؟
الشيخ حفظه الله: مدير الكليات في ذلك الوقت هو الشيخ عبد الرحمن الدخيَّل رحمه الله من أهل بُريدة، نعم.
▪ ترشيحكم للتدريس و أنتم مازلتم طالب في كلية الشريعة، ممن كان الترشيح؟
الشيخ حفظه الله: احتاجوا إلى مدرسين، لأنهم فتحوا معاهد جديدة، احتاجوا إلى مدرسين فأخذونا من السنة النهائية قبل التخرج بأشهر، أما أنا فبقيت في الرياض و أما زملائي ذهبوا إلى المنطقة الجنوبية، في أَبْهَا و في، نعم.
▪ بعد التخرج حفظكم الله أين كان تعيينكم؟
الشيخ حفظه الله: فيما كنت فيه قبل التخرج، لأني درَّست في المعهد العلمي و استمريت على ذلك، عَيَّنوني مدرِّسًا في المعهد العلمي، نعم.
▪ يعني كنتم تُدرِّسون و في نفس الوقت تَدْرُسون في كلية الشريعة؟
الشيخ حفظه الله: هذا في آخر سنة، لما احتاجوا إلى مدرسين قبل التخرج بأربعة أشهر تقريبا أخذونا للتدريس، فصرت أدرِّس في الحصة الأولى، ثم أذهب إلى زملائي في فصول كلية الشريعة و أدرس معهم بقية الحصص، نعم.
▪ في هذه المرحلة بعد التخرج هل تم تكليفكم بمهام من قِبل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم؟ لاسيما إذا تم تكليفكم بالدعوة إلى الحج، هل كانت في هذه المرحلة؟
الشيخ حفظه الله: نعم شاركنا و كُلِّفنا في التوعية الإسلامية في الحج، و كُلّفنا في جمعية، و أيضا الدعوة في محاضرات و زيارات للبلدان المجاورة للرياض، و كنا على حسب مجهودنا، نقوم بما نستطيع، نعم.
▪ تم تكليفكم بدعوة الحج و أنتم مازلتم في مرحلة الدراسة أو بعد تخرجكم مباشرة من الكلية؟
الشيخ حفظه الله: لا بعد التخرج شاركنا للتوعية في للحج.
▪ ترشيحكم كان من قِبل الشيخ محمد بن إبراهيم؟
الشيخ حفظه الله: لا الترشيح من قِبل القائمين على التوعية، نعم بإشراف الشيخ، نعم.
▪ لو تحدثنا حفظكم الله الآن عن مرحلة الماجستير، كيف كانت الدراسة في ذلك الوقت، و ما هي الرسالة التي تقدمتم بها؟
الشيخ حفظه الله: الماجستير كانوا يَدرُسون دراسة تمهيدية سنتين، دراسة تمهيدية يسمونها، ثم يحضرون رسالة الماجستير، أما أنا فقالوا يكفي تدريسك هذه المدة، يكفي عن الدراسة، فأعفَوْني من الدراسة التمهيدية و حضَّرت الرسالة في الفرائض، كتاب في الفرائض مطبوع و متداول و الحمد لله، نعم.
▪ من كان المشرف على هذه الرسالة و من ناقشها؟
الشيخ حفظه الله: الشيخ عبد الرزاق عفيفي هو المشرف عليها و على رسالة الدكتوراه، هو المشرف على الرسالتين، نعم.
▪ حفظكم الله، الشيء بالشيء يذكر، تأتي هذه المحاضرة في الجمعية الفقهية في كلية الشريعة، و للعلم فإنه يقال أن أول رسالة ماجستير نوقشت في الكلية في قسم الفقه في جامعة الإمام هي لكم حفظكم الله في عام ألف و ثلاثمائة و سبعة وتسعين.
الشيخ حفظه الله: نعم هي الرسالة التي في الفرائض، كتاب الفرائض، هو أول رسالة في الماجستير، نعم، و أول ما نوقش في كلية الشريعة و في جامعة الإمام في ذاك الوقت لأن زملائي أخذوا شهاداتهم من الجامعة الأزهرية، كانوا يسافرون إلى الأزهر و يدرسون هناك الدراسة التمهيدية و يحضرون الرسالة، أما أنا فلم أذهب إلى الأزهر و أعفوني من الدراسة التمهيدية و اكتفوا بتحضير الرسالة فقط، نعم.
...تتمة التفريغ في المشاركة الثانية