منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء

أخلاق وصفات الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله

منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي أخلاق وصفات الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله

كُتب : [ 09-28-2014 - 01:48 AM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخلاق الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم و بعض صفاته رحمه الله :

لم يصل -رحمه الله- إلى ما وصل إليه من مكانة في قلوب الناس بمجرد المصادفة ولكن مرد ذلك إلى توفيق
الله عز وجل أولا, ثم إلى ما كان يتحلى به من أخلاق فذة التزم بها وحافظ عليها طوال أيامه. ولا بأس من الإشارة إلى بعض ما نعرفه عنه من الأخلاق الحميدة فمن ذلك:

1 الحافظة النادرة التي كانت أقوى سبب في تحصيل ثروة علمية واسعة بنيت على محفوظاته التي علقت بذاكرته أثناء تعلمه ومطالعاته أثناء تدريسه, فكانت الأساس القوي لمقدرته على استنباط الأحكام ومعرفة الأدلة التي تبنى عليها. وقد مر بنا أنه حفظ بلوغ المرام وزاد المستقنع وغيرهما مما مر ذكرهفي فصلي شيوخه واشتغاله بالتدريس. ونزيد هنا أنه كان يحفظ كثيرا من القصائد المطولة, وكان يصف وهو في أخريات أيامه مشاهداته قبل أن يكف بصره, وأنت على علم أنه فقد بصره في السادسة عشرة من عمره, وكان يحفظ المتن للقراءة الثالثة وربما الثانية, وكانت المعاملة الطويلة التي تبلغ ثلاثمائة صفحة تقرأ عليه ثم يملي ما يرى مستحضرا كل ما مر فيها من الجزئيات, ولم يكن غريبا منه أن يدل القارئين على مواضع الأبحاث في كتبها ذاكرا رقم الصفحة أحيانا ومثل ذلك لا يكون إلا لمن آتاه
الله ذاكرة واعية.
2- وقد رزق من الذكاء ما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة, وكان يدرك حقيقة ما يعرض عليه من المشكلات فيكشف ما وراءها من الدوافع ببصيرته الفذة ولم يكن ينطلي عليه كيد أو احتيال. وحياته كلها أمثلة من هذا النوع لسنا في حاجة إلى الدخول في ضرب الأمثال لها فأكثر العارفين به يدركون ذلك ولكن الذي لا يعرفه كثير من الناس أنه
رحمه الله كان يدرك تقدير الوقت بالساعة لا يكاد يخطئ الحقيقة في بضع دقائق مع العلم بأنه لم يستعمل الساعة في حياته.
3- وكان يطيل التأمل والتعمق ويبعد النظر فيما يعرض عليه من القضايا التي تجد تباعا ولم يكن يتعجل الأمر حتى يمعن في الدرس والتأمل والنظر في عواقب الأمور, فكان يصل بعد ذلك إلى الاستنتاج الدقيق الذي لا يكاد يختلف ولا يخالفه فيه ذو نصف والأمثلة في هذا المقام كثيرة.
4- ومن أخلاقه البارزة الإخلاص في العمل فلم يكن يوما طالب شهرة ولا باحثا عن سمعة, بل كان عمله كله لله يبتغي ما عنده يجتهد في تحري الحق ويجتهد في الدفاع عن الحق لا يأخذه في ذلك ضعف ولا يعتريه طمع ولم يعرف عنه أنه تحدث عن أعماله على جلالتها وكثرتها.
5- طهارة قلبه فكان لا يحمل ضغينة على من أساء إليه ولا ينتقم من أحد ناله بأذى, بل كان ديدنه الصفحوالتجاوز, بل المحافظة عليهم والدفاع عنهم أن ينالهم أحد بما يعرف أنه باطل.
6- وكان
رحمه الله على حظ وافر من الشجاعة وقوة الشكيمة لا يخاف في الله لومة لائم ولا يتردد في إعلان الحق أيا كان المخاطب به, ودافعه في ذلك مخافة الله وحرصه على أن يخلص ذمته مما علق به فمكانته ومسئوليته تحتم عليه نبذ التخاذل وكان يكره المتملقين وله في ذلك مواقف حفظها التاريخ.
7- ومن السمات البارزة التي كانت تميزه ما آتاه
الله من هيبة في نفوس الناس وهو أمر لا يرجع إلى مخافة منه ولكن إلى محبته وإجلاله ومعرفتهم عنه صرامته في الحق يحسب محدثه الحساب الدقيق حتى لا يزل في كلمة أو يخطئ في فكر ومع ذلك فقد كان أنيسا عند مخالطته ألوفا لمعاشريه لا يتصف بشيء من الغلظة أو الفظاظة وكان يحسن الفرق بين مجالس الجد والعمل ومجالس الراحة, حيث يكون في سفر أو نزهة.
8- وكان يتنزه عن الغيبة والحديث في الآخرين بما يكرهون وعرف بذلك منذ حداثة سنه حتى فارق الدنيا ولم يكن يسمح لأحد أن يتحدث في مجالسه بمثالب الآخرين أو تنقصهم بل كان يقف دون ذلك ويزجر من حاوله.
9- ومما لا يعرفه الكثيرون عنه ما يتصف به -رحمه الله- من العفة والتورع عن أخذ ما ليس له أو ما يرى فيه شبهة فكان حريصا على ألا يدخل نفسه في مداخل مشتبهة ولم يعرف أنه اشتغل بالبيع أو الشراء لا بالاستقلال ولا بالمشاركة. بل كان مقتصرا على ما يتقاضاه مقابل عمله, بل إنه كان يشغل عدة أعمال كما هو معروف لا يتقاضى إلا ما كان يأخذه قبل إحداث هذه الأعمال ولم يكن يأخذ انتدابا مقابل انتقاله إلى مدينة الطائف صيفا ولم أعرف عنه أنه طلب من المسؤولين شيئا يخصه.
10- ومما لا ينكر من أخلاقه الظاهرة للعيان كراهيته الشديدة للمديح والثناء عليه فما كان يرضى من أحد أن يثني عليه أو يبالغ في مدحه سواء كان ذلك مشافهة أوكتابة. ومن الأمثلة التي تذكر في هذا المقام ما كتب به إلى أحد الناس ونصه: ملحوظة: كثيرا ما تكتب في خطاباتك ألقابا لا يسوغ ذكرها كقولك شيخ الإسلام ومفتي الأنام وهذا شيء لا نرضاه.
11- وكتب في مناسبة أخرى ما نصه: وما ذكرتم في خطابكم من الثناء نود ألا نسمعه فنحن نستغفر
الله ونتوب إليه من تقصيرنا وضعفنا نسأله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه. وكتب لآخر ما نصه: نفيدكم أنه جاء في خطابكم بعض العبارات مثل قولكم عالم الوجود تلك العبارة التي لا يصدر مثلها إلا عن جاهل.
12- وكان
رحمه الله معروفا بالبذل والسخاء في الحدود التي لا تصل إلى المبالغة المكروهة شرعا والمؤدية إلى الإسراف وإضاعة الوقت وبالأخص ما يتعلق بإكرام العلماء والقضاة وطلاب العلم وذوي رحمه. وكان لا يترك مناسبة مهمة إلا أقام لها الوليمة الكبيرة ودعاهم.
13- خشيته لله, كان
رحمه الله من أكثر الناس استحضارا لعظمة الله كثيرا ما تسمعه يلهج بذكر الله والاستغفار وتغرورق عيناه بالدموع حينما يكون في موقف مناجاة الله أو يسمع بعض ما يحرك القلوب, ولقد كان ذلك يتجلى كثيرا فيما يحييه من الليل بالصلاة التي كان يواظب عليها في إقامته وسفره وقد لا يعرف هذا كثير من الناس الذين لم يتصلوا به وقد صحبته زمنا طويلا وهو يقوم ما يقرب من ساعة ونصف آخر الليل لا يترك ذلك.
14- ولا غرو فقد كان
رحمه الله يتحرى في جميع تصرفاته وأخلاقه الظاهرة والباطنة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلف هذه الأمة رضوان الله عليهم.

منقول.


 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML