منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء

لا تعجب! فهذا شيخ الإسلام

منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي لا تعجب! فهذا شيخ الإسلام

كُتب : [ 09-15-2014 - 01:42 PM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
أما بعد
لا شك أن شيخ
الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – رحمه الله – هو مثال للعالم الرباني، صورة مشرقة لرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم رُبَّي على كتاب الله وسنة رسوله، إنه رجل ملأ القرآن قلبه وروحه، واستنار بنور الوحي، فأضاء له سبيله عند أن كانت الظلمة للأرض دثارا، والجهل لها شعارا.
وهذه قصة حصلت لهذا الإمام – رحمه الله – ضرب فيها أروع مثال لحلم العالم وصبره على دعوته وعلى الناس، ذكرها تلميذه الإمام محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي – رحمه الله – " الانتصار في ذكر أحوال قامع المبتدعين وآخر المجتهدين "(ص:317-319) فقال:
فلما كان في رابع شهر رجب من سنة إحدى عشرة وسبعمائة، جاء رجل – فيما بلغني – إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة، فقال له: إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ، وتفردوا به وضربوه.
فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. وكان بعض أصحاب الشيخ جالسا عند شرف الدين. قال : فقمت من عنده وجئت إلى مصر، فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ، فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر، واجتمع عنده جماعة، وتتابع الناس، وقال له بعضهم: يا سيدي! قد جاء خلق من الحسينية، ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا.
فقال لهم الشيخ: لأي شيء؟
قال : لأجلك. فقال لهم: هذا يجوز؟! فقالوا: نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك، فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق، وأثاروا هذه الفتنة على الناس.
فقال لهم: هذا ما يحل. قالوا:
فهذا الذي قد فعلوه معك يحل؟! هذا شيء لا نصبر عليه، ولابد أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا.
والشيخ ينهاهم ويزجرهم، فلما أكثروا في القول قال لهم: إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله، فإن كان الحق لي فهم في حل منه، وإن كان لكم؛ فإن لم تسمعوا مني فلا تستفتوني، فافعلوا ما شئتم، وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء.
قالوا:
فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم؟
قال: هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه.
قالوا: فتكون أنت على الباطل وهم على الحق! فإذا كنت تقول: إنهم مأجورون، فاسمع منهم ووافقهم على قولهم.
فقال لهم: ما الأمر كما تزعمون، فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم، والمجتهد المخطئ له أجر.
فلما قال لهم ذلك قالوا: فقم واركب معنا، حتى نجيء إلى القاهرة. فقال: لا. وسأل عن وقت العصر، فقيل له: إنه قريب. فقام قاصدا إلى الجامع لصلاة العصر.
فقيل له: يا سيدي! قد تواصوا عليك ليقتلوك، وفي الجامع قد يتمكنون منك بخلاف غيره. فصل حيث كان. فأبى إلا المضي إلى الجامع والصلاة فيه. فخرج وتبعه خلق كثير لا يرجعون عنه، فضاقت الطريق بالناس.
فقال له من كان قريبا منه: ادخل إلى هذا المسجد – مسجد في الطريق – واقعد فيه حتى يخف الناس, لئلا يموت أحد من الزحام.
فدخل ولم يجلس فيه، ووقف وأنا معه، فلما خف الناس خرج يطلب الجامع العتيق، فمر في طريقه على قوم يلعبون بالشطرنج على مسطبة بعض حوانيت الحدادين، فنقض الرقعة وقلبها، فبهت الذي يلعب بها والناس من فعله ذلك.
ثم مشى قاصدا للجامع، والناس يقولون: هنا يقتلونه! الساعة يقتلونه!
فلما وصل إلى الجامع قيل: الساعة يغلق الجامع عليه وعلى أصحابه ويقتلون.
فدخل الجامع ودخلنا معه، فصلى ركعتين، فلما سلم منها أذن المؤذن بالعصر فصلى العصر، ثم افتتح بقراءة { الحمد لله رب العالمين } ثم تكلم في المسألة التي كانت الفتنة بسببها إلى أذان المغرب.
فخرج أتباع خصومه وهم يقولون: والله لقد كنا غالطين في هذا الرجل لقيامنا عليه، والله إن الذي يقوله هذا هو الحق، ولو تكلم هذا بغير الحق لم نمهله إلى أن يسكت، بل كنا نبادر إلى قتله، ولو كان هذا يبطن خلاف ما يظهر لم يخف علينا. وصاروا فرقتين يخاصم بعضهم بعضا.
قال : ورحنا مع الشيخ إلى بيت ابن عمه على البحر فبتنا عنده.ا.هـ
وإني أرجو من الإخوة جميعا التأمل.
كيف صبر شيخ
الإسلام على الناس.
كيف يلتمس للناس المعاذير في الاعتداء عليه.
كيف ثباته على الحق..
كيف شجاعته؛ إذ ذهب إلى من اعتدوا عليه في مكانهم؛ ليكلمهم فيما أغضبهم..
ولكن؛؛ كل ذلك شريطة ألا تعجب..
فهو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML