يقول ابن سيرين :*
قيل لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
*ألا تقاتل ؟*
*يقصدون في الفتنة التي كانت
*والقتال الذي كان بين معاوية وعلي بن ابي طالب
*وكان سعد ممن اعتزل ذلك وابتعد عنه ـ*
فقالوا له :*
ألا تقاتل*
فإنك من أهل الشورى
*وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك،*
ينبغي أن تدخل معنا*
فأنت أحق بهذا الأمر من غيرك.
فقال :*
لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له :
*عينان*
ولسان*
وشفتان
*يعرف المؤمن من الكافر
*إن ضربت مسلماً نبأ عنه (لا يقتله)*
وأن ضربت كافراً قتله .
ثم قال :
*لقد جاهدت
*وأنا أعرف الجهاد
* أما هذا القتال الذي تتساقط فيه رؤوس المسلمين
*ويقتل بعضهم بعضاً*
لا أدخل في ذلك
*إلا أن تأتوني بسيف هذه صفته
*ثم ضرب مثلاً عجيبا
ً قال فيه رضي الله عنه :
*" مثلنا ومثلكم
*كمثل قوم كانوا على محجة بيضاء*
فبينما هم كذلك يسيرون هاجت ريح عجاجة*
فضلوا الطريق
*فاشتبه الطريق بسبب العجاج والريح*
والتبس عليهم*
فقال بعضهم :
الطريق ذات اليمين*
فأخذوا فيها*
فتاهوا وضلوا
*وقال آخرون :
*الطريق ذات الشمال
*فأخذوا فيه
*فتاهوا وضلوا*
وقال آخرون :
*كنا في الطريق حيث هاجت الريح
*فنيخ فأناخوا
*فأصبحوا
*فذهب الريح*
وتبين الطريق
*فهؤلاء هم الجماعة
*قالوا نلزم ما فارقنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلقاه*
ولا ندخل في شيء من الفتن .
[ مجلة الدعوة - العدد 2164 - 17 شوال 1429 هـ ]
من كتاب آثار الفتن للشيخ عبد الرزاق البدر