يذكر أن اﻹمام أحمد بن حنبل-رحمه الله-وهو في سياق الموت يغمى عليه ويسمع يقول:
بعد ،بعد،
فلما أفاق قيل له: يا أبا عبدالله ما بعد،بعد؟
قال:رأيت الشيطان أمامي يعض على يديه، يقول:
فتني يا أحمد، أي: عجزت أن أدركك أو أغويك،
فأقول:بعد، بعد.
أي : ما دامت الروح في الجسد فاﻹنسان على خطر
واﻹنسان مادامت روحه في جسده ، فهو معرض للفتنة ، ولهذا أوصي نفسي وإياكم أن نسأل الله دائماً الثبات على اﻹيمان وأن تخافوا ؛ ﻷن تحت أرجلكم مزالق ، فإذا لم يثبتكم الله عز وجل وقعتم في الهﻼك واسمعوا قول الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أثبت الخلق،وأقواهم إيمانا :-
{(ولوﻻ أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليﻼ)}
فإذا كان هذا للرسول صلى الله عليه وسلم فما بالنا نحن ؛ ضعفاء اﻹيمان واليقين ، وتعترينا الشبهات ، والشهوات ؟!! فنحن على خطر عظيم ، فعلينا أن نسأل الله الثبات على الحق ، وأﻻ يزيغ قلوبنا ، وهذا هو دعاء أولي اﻷلباب : (ربنا ﻻ تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)..