"تحقيق التوحيد يكون على درجتين: درجة واجبة، ودرجة مستحبة، وعليها يكون الذين حققوا التوحيد على درجتين أيضا، فالدرجة الواجبة: أن يترك ما يجب تركه من الأشياء الثلاثة التي ذكرت، فيترك الشرك خفية وجليه، صغيره وكبيره، ويترك البدع، ويترك المعاصي، هذه درجة واجبة. والدرجة المستحبة في تحقيق التوحيد-وهي التي يتفاضل فيها الناس من المحققين للتوحيد أعظم تفاضل-هي أن لا يكون في القلب شيء من التوجه أو القصد لغير الله-جل وعلا-يعني: أن يكون القلب متوجهاً إلى الله بكليته، ليس فيه التفات إلى غير الله، فيكون نطقه لله، وفعله وعمله لله، بل وحركة قلبه لله-جل جلاله-، وقد عبر بعض أهل العلم-أعني هذه الدرجة المستحبة-بقوله: أن يترك ما لا باس به حذرا مما به باس، يعني: في مجال أعمال القلوب، وأعمال اللسان، وأعمال الجوارح."
من شرح الشيخ صالح آل الشيخ على كتاب التوحيد
منقول