الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويرزق من يشاء بغير حساب وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك العزيز الوهاب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من أنزل عليه كتاب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب وسلم تسليما كثيرا ...
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واسمعوا قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ*وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:7-8) هكذا ينادي الله عز وجل المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله فيعدهم هذا الوعد الذي لا يخلف (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ*يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:6 -7) إن الله تعالى يعدهم هذا الوعد المتضمن لأمرين هامين كل أمر يتضمن شيئين الأمر الأول النصر وتثبيت الأقدام والثاني ذل أعدائهم وضلال أعمال هؤلاء الأعداء حتى يصبحوا يتخبطون في قراراتهم لا يهتدون سبيلا (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) أيها المسلمون لقد وعد الله الذين آمنوا بهذين الأمرين لكن بشرط أن ينصروا الله عز وجل فماذا يريد الله تعالى بقوله ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)(محمد: من الآية7) هل يريد أن ننصر ذاته كلا لأن الله تعالى لا يحتاج إلى أن ينصره قال الله تعالى ( وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ )(محمد: من الآية4) إن الله تعالى لو شاء لأهلك من عليها بكلمة واحدة (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82) ( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل عمران: من الآية97) إن الله عز وجل لا يحتاج إلى أن ننصره نفسه ولكن المراد بنصر الله تعالى نصر دينه بدليل قول الله تعالى ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:40-41) فإذا كانت هذه حال المؤمنين بعد أن يمكنهم الله في الأرض فليبشروا بالنصر العزيز والفتح المبين لأنهم نصروا الله فنصرهم فلنستمع إلى هذه الحال التي علق الله النصر بها هذه الحال تشتمل على أوصافٍ أربعة بعد التمكين في الأرض ولا تمكين في الأرض إلا بعد عبادة الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (النور:55) بعد هذا لا بد من الأوصاف الأربعة التي علق الله النصر عليها الأول إقامة الصلاة بأن يأتي المسلمون الصلاة بأن يأتي المسلمون بالصلاة كاملة بشروطها وأركانها وواجباتها ويكملوا ذلك بمستحباتها يقومون إليها بنشاط وشوق لا كحال المنافقين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ففتش نفسك أيها المصلي هل أنت تقوم إلى الصلاة بنشاط أو أنت تقوم إليها بكسل إنك إذا كنت لا تقوم إليها إلا بكسل فاعلم أن فيك خصلة من خصال المنافقين الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى إن إقامة الصلاة أن تؤدى الصلاة في وقتها مع الجماعة إن كانوا رجالا يسبغون الطهور يقومون بين يدي الله تعالى بخشوع وحضور قلب وسكون جوارح ينادون الله تعالى في صلاتهم بذكره وقراءة كلامه ودعائه والتضرع إليه يقيمون الركوع والسجود والقيام والقعود يستحضر الواحد منهم ما يقول في صلاته من قراءة وذكر ودعاء فهل منا من أقام الصلاة على هذا الوصف المطلوب ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله سبحانه وتعالى يقول : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) أيها المصلون هل منكم من يستحضر وهو يقرأ الفاتحة في صلاته هل منكم من يستحضر أنه يناجي الله وأن الله يرد عليه في كل آية يقولها إن منا من يشعر بذلك ومنا من لا يعلم ذلك أصلا لأنه لم ينبه عليه من العلماء وطلبة العلم ومنا من هو يفكر ها هنا وها هنا وبدنه في المسجد أو في مصلاه ولكن قلبه في كل واد أيها المسلمون إن من المصلين من لا يقوم إلى صلاته إلا بكسل وفتور إن من المصلين من لا يقيم القراءة ومن المصلين من لا يقيم الركوع ولا القيام منه ولا السجود ولا الجلوس بعده إن من المصلين من لا يحافظ على الطهارة إن من المصلين من لا يحافظ على الجماعة إن من المصلين من لا يحافظ على الخشوع إن من المصلين من لا يصلي الصلاة إلا بعد خروج وقتها تجده يتقلب من نعمة الله على فراشه نائما ولو كان له شغل في دنياه لبادر إليه قائما أما الوصف الثاني فهو إيتاء الزكاة والزكاة هي النصيب الذي فرضه الله تعالى في الأموال الزكوية لأصناف مخصوصين بينهم الله تعالى بقوله ولم يكل بيانهم إلى أحد من خلقه إنهم الأصناف الثمانية الذين قال الله فيهم (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:60) فهل منا من بذل الصدقة الزكاة الواجبة طيبة بها نفسه محتسبا بها الأجر على الله مؤمنا بقول الله عز وجل (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)(التوبة: من الآية103) وبقوله ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ من نفقة ) ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(سـبأ: من الآية39) هل من المزكين أحد آتى الزكاة على الوجه المطلوب إنهم قليل إن من المزكين من يغلبه الشح فلا يؤتي الزكاة إن من المزكين من يؤتي الزكاة متكرها حتى إنه ليشعر أنها غرامة وخسران وهي والله الربح والجبران إن من المصلين من يؤتي الزكاة على وجه ناقص يختار الرديء من ماله فيؤديه لا يحرص على إحصاء ماله لا يدقق الحساب وإن من المزكين من يحابي بزكاته القريب ولو كان غنيا ومنهم من يعطيها من يخاف من لسانه ولو كان غنيا وهذا أمر لا يجوز ولا تبرأ به الذمة وإنني أنبه هنا على مسألة هامة وهي أن بعض الناس يعطي زكاة النخل أو زكاة الزرع دراهم وهذا لا بأس به إذا كانت المصلحة تقتضي ذلك ولكن الزكاة هنا ليست كزكاة الدراهم بل هي نصف العشر إذا كان يسقى بمؤونة أو العشر كاملا إذا كان يسقى بلا مؤونة أي أن في المائة خمسا وليس في المائة ريالين ونصفا كما هو في الأموال كما هو في الأموال النقدية أو عروض التجارة لأن زكاة الثمار إما العشر وإما نصف العشر على حسب التفصيل الذي سمعتم فتنبهوا لهذه المسالة والذين يقدرون الزكاة لا بد أن يتنبهوا وينبهوا إخوانهم الذين يجهلون ذلك أما الوصف الثالث من أوصاف الموعودين بالنصر فهو أنهم يأمرون بالمعروف والمعروف كل ما أمر الله به ورسوله ولم يأمروا بالمعروف إلا وقد أمروا به أنفسهم قبل غيرهم لان هذا مقتضى العقل إن العقل يقتضي أن تفعل ما تأمر به غيرك إذا كنت أهلا له قال الله عز وجل (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44) إن هؤلاء يأمرون بالمعروف امتثالا لأمر الله وإحياء لشريعة الله واصلاحا لعباد الله إنهم يأمرون بالمعروف لأنهم يحبون أن تظهر شريعة الله في أرضه في عباده إنهم يأمرون بالمعروف لأنهم فعلوه فاحبوا للناس ما يحبون لانفسهم وذلك من تمام الإيمان فلا يؤمن العبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وإنني حول هذه النقطة أنبه إخواني الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر سواء كانوا ينتسبون إلى النظام أو كانوا متطوعين أن تكون نيتهم بالأمر بالمعروف إصلاح الخلق وإقامة الشريعة لا الانتقام ولا إظهار الغيرة لان هذا قد يفسد النية ويفسد العمل فلا يثمر أما الوصف الرابع فهو النهي عن المنكر والمنكر كل ما نهى الله عنه ورسوله من كبائر الذنوب وصغائرها ولم ينهوا عن المنكر إلا وقد انتهوا عنه بأنفسهم لأن هذا مقتضى العقل إنهم ينهون عن المنكر حماية لشريعة الله وتهذيبا لعباد الله وامتثالا لأمر الله (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:104-105) إنهم ينهون عن المنكر خوفا من أن تحل عليهم اللعنة لو لم ينهوا عنه كما حلت على بني إسرائيل (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79) إنهم ينهون عن المنكر خوفا من أن يعمنا الله تعالى بعقابه (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) أيها الأخ المسلم فكر في نفسك هل قمت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن من الناس من لا يأمر أهله ولا أولاده بمعروف ولا ينهاهم عن منكر فضلاً عن غيرهم وإن من الناس من يرى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بطائفة معينة وإن من الناس من يقصر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل من يرى بل من يرى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر فلا يساعده بل من الناس من يكون ضد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر تجده يثبطه ويرجف به ويساعد صاحب المنكر عليه وربما يشهد مع فاعل المنكر شهادة زور يستوجب عليها عقوبة الله عز وجل أيها المسلمون إن علينا أن نحاسب أنفسنا وأن نرجع إلي الله تعالى بالتوبة إليه والتخلي عن معصيته والتشمير في طاعته حتى نستحق ما وعدنا به من النصر على أعدائنا وحماية الله لنا فهو نعم المولى ونعم النصير اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا اللهم ابرم لنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر إنك على كل شئ قدير اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فقد قال الله تعالى مذكرا عباده المؤمنين بما من الله به عليهم من الألفة بعد العداوة والاجتماع بعد التفرق والهداية بعد الضلالة قال الله عز وجل (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران:103) وقال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ )(الحجرات: من الآية10) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ) أيها المسلمون لقد حدث منذ أكثر من عام عدوان آثم من جماعة النصارى الأرثوذكس الذين يسعون إلى إقامة دولة صربيا الكبرى حدث هذا العدوان الآثم من هذه الجماعة وربما ساعدهم في ذلك جماعة النصارى إخوانهم الكاثوليك على جمهورية مسلمة يؤلمنا ما يؤلمها ويسرنا ما يسرها هي الجمهورية المسلمة التي انفصلت عن جمهوريات يوغسلافيا بعد تمزق الاتحاد اليوغسلافي الشيوعي وقد اعترف كثير من دول العالم باستقلال هذه الجمهورية ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية المستكبرة ومعظم دول أوروبا وبعض الدول الإسلامية والعربية هذه الجمهورية تقع جنوبي شرقي أوروبا وقد انتشر الإسلام فيها خلال العصور الوسطى إثر دخول الجيش الإسلامي فيها بقيادة محمد الفاتح عام سبع وستين وثمانمائة هجرية أي منذ خمسمائة وستة واربعين عاما وصار من أهلها من كان من كبار القادة البارزين والعلماء العاملين والدعاة المصلحين وانتشرت فيها المساجد والمدارس الإسلامية حتى بلغت مساجد عاصمتها أكثر من مائة وسبعين مسجدا وجامعا حتى صار الأوربيون النصارى عليهم لعائن الله إلى يوم القيامة عليهم لعائن الله إلى يوم القيامة اللهم ألعنهم إلى يوم القيامة صار هؤلاء النصارى يطلقون عليها مدينة المساجد ولقد حدث هذا العدوان الآثم من جماعة النصارى ولهم مساعدون من خارج المنطقة حدث هذا العدوان وأدى إلى خسائر كبيرة خسائر مالية وبشرية وقد قيل إنه قتل أكثر من مائتي ألف مسلم وحوالي وحوالي مليون مشرد ولاجئ على مسمع ومرأى من دول العالم وكان الموقف العالمي تجاه هذا العدوان كان موقفا باردا فاترا هذا فيما يظهر لنا وربما يكون ساخنا ضد هؤلاء المسلمين لكنه ساخن في الخفاء عليه الرماد البارد ولكن الله من وراءهم محيط والسبب في ذلك السبب في ذلك واضح لأن أعداء المسلمين كثيرون اليهود أعداء للمسلمين والنصارى أعداء للمسلمين والشيوعيون أعداء للمسلمين والوثنيون أعداء للمسلمين وكل من ليس بمسلم فهو عدو للمسلمين ولكنه يبدوا أحيانا ويخبو أحيان حسب مصلحته الذاتية ولكن ليس لمصلحة الأمة الإسلامية ومع الأسف الشديد أن الأمة الإسلامية عامةً مقصرة فيما بينها وبين الله عز وجل مقصرة في حقوق الله مقصرة في حقوق عباد الله وإلا فلو وقفت موقفا حاسما ضد هذا العدوان النصراني الصربي لتؤدي ما يجب عليها من حق إخوانهم المسلمين الذين ينتظرون المساعدة والمساندة من إخوانهم لو أنهم وقفوا ذلك وقفة حازمة جازمة ابتغاء وجه الله ونصرة دين الله وإخوانهم من المسلمين والله لن تقوم لهم الجبال الصم الشوامخ والله لتهزمن أمامهم دول الكفر لان الكافرين مهما بلغوا من مهما بلغوا من القوة فانهم ضعفاء أمام قوة الله عز وجل ومهما بلغوا من العزة فانهم أذلاء أمام عزة الله والمؤمنين ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )(المنافقون: من الآية8) أيها المسلمون إن إخوانكم في هذه الجمهورية جمهورية البوسنة والهرسك محتاجون لمساعدتكم فأعينوهم وساعدوهم أولا بمشاعركم وشعوركم أنهم منكم وأنكم منهم وأن آلامهم آلام لكم وسرورهم سرور لكم وانتصارهم انتصار لكم ولدينكم كما قال الله عز وجل (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)(التوبة: من الآية71) إن الإنسان أحيانا ليتذكر كيف يطيب له الماء البارد وإخوانه المسلمون إخوانه المسلمون في البوسنة والهرسك يشربون من ماء القاذورات كيف يطيب له الماء البارد وإخوانه المسلمون يقفون أسرابا ليحصلوا على شربة ماء وربما أصابتهم القنابل وهم ينتظرون الماء للحياة ولكنهم يموتون عند ماء الحياة أيها المسلمون والله إن الإنسان إذا فكر ليتعجب كيف يطيب له العيش وله إخوان بهذه الحال والعالم النصراني والملحد من شيوعيون وغيرهم يتفرجون ويعدون الوعدة الكاذبة بعد الوعدة الكاذبة وهم كاذبون في مواعيدهم ولكنهم يريدون أن تقضي هذه الجمهورية المسلمة فإذا قضت فحينئذ يتدخلون لمصالحهم الخاصة فأولا نعينهم بهذه المشاعر ثم نعينهم ثانيا بالدعاء الخالص لهم ممن هو أقرب إلى الداعي من أقرب إلى الداعي من حبل الوريد قال النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه: (إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكنكم تدعون سميعا قريبا إن الذي تدعونه اقرب إلى أحدكم من عنق راحلته وكانوا على سفر على رواحلهم) إن ال تعالى له يقول في كتابه: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) عليكم أيها الاخوة بالدعاء الخالص لإخوانكم أن يفرج الله كرباتهم ويرفع بؤسهم ويكشف ضرهم ويحمي أوطانهم ويرد مشرديهم ويخذل أعداءهم وينصرهم على أعدائهم نصرا مبينا وهو على كل شئ قدير ثالثا ببذل الأموال السخية لنصرتهم ودفع حاجاتهم وضرورياتهم ومساندتهم في جهادهم وإن بذل الأموال في هذا جهاد في سبيل الله بالأموال وقد أمرنا ربنا عز وجل أن نجاهد أعداءه وأعدائنا بالمال والنفس فقال تعالى ( وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)(البقرة: من الآية218) وقال (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111) اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظار فريضة من فرائضك أن تنصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم انصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم أنصر أخواننا في البوسنة والهرسك اللهم انصرهم على أعداءهم اللهم امنحهم رقاب أعداءهم وأورثهم ديارهم وأموالهم ونساءهم وذرياتهم يا رب العالمين اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم أعداء المسلمين في كل مكان اللهم أهزم أعداء المسلمين في كل مكان اللهم أرنا عزة المسلمين في كل مكان اللهم من أراد بالمسلمين سوءا ً فاجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره وشتت شمله وفرق جمعه وأهزم جنده واجعله عبرة لغيره في العقوبة إنك على كل شئ قدير اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اللهم زلزل بهم اللهم القي في قلوبهم الرعب اللهم اجعل بأسهم بينهم اللهم اجعل بعضهم قتيلا لبعض يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير اللهم من تكبر على عبادك المؤمنين وطغى فأذقه بعد الكبرياء ضعا وبعد العز ذلا وبعد الغنى فقرا وبعد الأمن خوفا وبعد الاجتماع تفرقا يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..