🔶 حكم تخصيص ليلة أو يوم النصف مِن شعبان بشيء مِن العبادات، والاجتماع للذكر والدعاء، والاحتفال بهما.  
جاء حديث فيه أن رسول الله ﷺ قال: 
(( إِن الله ليَطَّلِع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلْقه إِلا لمشرك أو مُشاحِن )).
وهذا الحديث: 
حديث ضعيف لا يصح عند أكثر العلماء. 
وقد نسبه إلى أكثرهم: 
الحافظ ابن رجب، والعلامة حماد الانصاري ــ رحمها الله ــ. 
 وذهب بعض أهل العلم إلى ثبوته.
ــــــ وعلى القول بثبوت هذا الحديث:
1 - فليس فيه: 
دَلالة على تخصيص ليلة أو يوم النصف مِن شعبان عن باقي ليالي وأيام شعبان بشيء مِن العبادات، كالصلاة، والذِّكر، والتلاوة، والدعاء، والاستغفار، والاجتماع للذِّكر والدعاء والاستغفار، وغير ذلك. 
2 - وليس فيه أيضًا:
دَلالة على تخصيص يوم النصف مِن شعبان بالصوم، والصدقة، وأعمال البِر الأخرى. 
3 - وليس فيه أيضًا:
الاحتفال بليلة النصف مِن شعبان، كما تفعل الشِّيعة الرافضة، وغلاة الصوفية. 
ــــــ بل غاية ما في هذا الحديث هو: 
الإخبار عن حصول بعض الأشياء في هذا اليوم.
🔹 وتخصيص وتمييز ليلة أو يوم النصف مِن شعبان بذلك أو شيء منه عن باقي ليالي وأيام شعبان: 
1 - لم يفعله رسول الله ﷺ، ولا أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ. 
وقد قال الحافظ ابن رجب ــ رحمه الله ــ في كتابه "لطائف المعارف": 
«قيام ليلة النصف مِن شعبان لم يَثبت فيه شيء عن النبي ﷺ، وأصحابه».
وقال العلامة الألباني ــ رحمه الله ــ عن حديث صوم يوم النصف مِن شعبان: 
«ضعيف جدًّا أو موضوع».
2 - وأنكَرَ تخصيصها بذلك فقهاء التابعين وتلامذة الصحابة مِن أهل مكة والمدينة، وغيرهم، وقالوا: «ذلك كُله بدعة».* 
3 - ويوم الجمعة يوم عظيم في الإسلام، وقد صح عن النبي ﷺ أنه خير يوم طلعت عليه الشمس، ويوم عيد المسلمين، وتقوم فيه الساعة، وله فضائل أخرى عديدة. 
ومع ذلك فيَحرُم بالنص النبوي تخصيصه بعبادة لم يِرد في القرآن أو أحاديث الرسول ﷺ الصحيحة تخصيصه بها. 
وذلك لِما أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" أن النبي ﷺ قال: 
(( لا تَختصُّوا ليلة الجمععة بقيام مِن بين الليالي، ولا تَخُصُّوا يوم الجمعة بصيام مِن بين الأيام، إِلا أَن يكون في صومٍ يصومه أحدكم )).
ـــــ وأحاديث فضل الجمعة  مع هذا الحديث: 
ظاهرة في أن وجود فضل لزمَن مُعيَّن لا يُسوِّغ لنا شرعًا أن نَخصَّه بعبادة لم يَرد تخصيصها فيه في القرآن والأحاديث الصحيحة. 
✏ وكتبه: 
عبد القادر الجنيد.