منتديات الإسلام والسنة

منتديات الإسلام والسنة (http://bamhrez.com/vb/index.php)
-   منتدى الأدآب الشرعية (http://bamhrez.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   راحة البال غاية كل إنسان (http://bamhrez.com/vb/showthread.php?t=26141)

الواثقة بالله 04-23-2024 12:43 AM

راحة البال غاية كل إنسان
 
*✍🏻راحة البال غاية كل إنسان..*
➖➖➖
↩واعلم رحمك الله إنَّ مِنْ أخصَرِ الطرقِ لاستجلابِ راحةِ البالِ:
➖إدراكَ المرء أنَّ الحياة مَهمَا طالَتْ فهي قصيرةٌ، وأنها مختصَرةٌ في ثلاث آيات قصيرات، من قول الله -جل شأنه- عن الإنسان: (خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ)[عَبَسَ: 19-21]،
➖ من هذا الوصف يُدرك المرءُ: أنَّ الأمور بيد الله، فما شاء اللهُ كان، وما لم يَشَأْ لم يكن، وأنَّ ما كان له فسيأتيه وإن أبَى الناسُ أجمعون، وأنَّ ما لم يكن له فلن يأتيه ولو مَلَكَ كنوزَ قارون، وأنَّ ما مضى فاتَ فلَنْ يرجعَ إليه، وأنَّ المستقبلَ غيبٌ لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ، وأنَّه ليس له إلا ساعتُه التي هو فيها، ولهذا استدلَّ أهلُ المعرفة على راحة بال المرء بثلاثٍ:
➖بحُسن التوكلِّ فيما لم يَنَلْ، وحُسْنِ الرضا فيما قد نَالَ، وحُسْن الصبر على ما قد فات.
↩إنَّ المرءَ بمثل هذا الفَهْم واستصحابِه في كل آنٍ، سيتدثَّر براحةِ بالِه، ويتزمَّل بسَكِينة قلبِه وصفاءِ عيشِه،
*🔳 ولأَجْلِ أَنْ يُؤمِّنَ المرءُ لنفسه ديمومةَ راحةِ البالِ، فعليه استصحابُ أمور أربعة:*
▪أولُها:
أنَّه لا نجاةَ له من الموت، بل هو مُلاقِيهِ وإِنْ فرَّ منه؛ لأنَّ الموتَ يَرقُبُه من أمامه لا مِنْ خَلفِه؛ (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ)[الْجُمُعَةِ: 8]، ولْيَسْتَحْضِرْ في نفسِه قولَ عليٍّ -رضي الله تعالى عنه-: "أيّ يوميّ مِنَ الموت أفِرّ؟ يومٌ لم يُقدَّر، أو يوم قُدِّرَ، يوم لم يُقدَّر فلا أحذره، ومن المقدور لا ينجو الحَذِر".

▪وثانيها:
أَنْ لا راحةَ دائمةٌ في الدنيا، وأنَّ الأيامَ قُلَّبٌ، إِنْ سرَّت نفسًا ضاحكةً ساءت نفسًا باكيةً.

▪ وثالثها:
أَنْ لا سلامةَ مِنَ الناسِ على الدوام، وأنَّه مَهمَا كان تحرُّزُه منهم وعزلتُه فالسلامةُ منهم أعزُّ من الكبريت الأحمر، وقديمًا قيل:
ولو أنَّ واشٍ باليمامة دارُه *** وداري بأعلى حضرموت اهتدى لِيَا
💢وإنَّ من الخطأ البيِّن ظنَّ كثيرٍ من الناس أنَّ راحةَ البال لا تتحقَّق إلا بالعزلة دون الخُلطة، وفي الدَّعة دون الكد، ففي الحديث الحسن: "المؤمنُ الذي يُخالِط الناسَ ويَصبِر على أذاهُم أفضلُ من المؤمن الذي لا يُخالِط الناسَ ولا يصبِر على أذاهم".

.... يتبع...


الساعة الآن 01:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009